مساحة للنقاش الحنين إلى الوطن / المدينة في الشعر والنثر-يونس إمغران (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مساحة للنقاش

مساحة للنقاش
الحنين إلى الوطن / المدينة
في الشعر والنثر

  يونس إمغران    

*** الحنين  للمدينة أو القرية التي ولد فيها الإنسان، و ترعرع بين بيوتها، و أزقتها و دروبها الوعرة و الوحلة، و شوارعها الواسعة و الضيقة، و اختلط بناسها و فضاءاتها الطبيعية، و شرب من مائها العذب و الموحل، و اختمر  بتقاليدها المادية و الأدبية و و السلوكية، يبقى من العلامات المضيئة و الجاذبة في كثير من دواوين شعرائنا الكبار و الصغار، بل شكلت - دون أدنى شك أو ارتياب - هوية أصيلة لهؤلاء الشعراء الذين قادتهم أحلامهم و طموحاتهم و أطماعهم و مغامراتهم و نبوءاتهم، إلى خارج أسوار مدينتهم، فاغتربوا و غاصت أرواحهم في كآبة المنفى و جراحاتها، إلى أن تمكن منهم من تمكن، من العودة إلى دياره بالغنائم و البطولات و المعلقات، و منهم من قضى نحبه دون أن يبدل في حب وطنه/ مسقطه/مدينته / قريته تبديلا..
إن حضور المدينة/ مسقط الرأس في أشعار و كتابات المثقفين، هو حضور الحنين، و الشجن، و العشق، و حماسة الوجدان، والفرح الطفولي، و المناجاة  بالذكريات الأليمة و السعيدة و المعذبة، و تعلق بالأرض و التاريخ و الإنسان..
 حضور يصنع الإبداع و الإرادة و العزيمة،  و حب مواجهة المستحيل، و يصنع القرار و الانتصار و البطولة..
 حضور يمنح للشاعر و الكاتب الأمل، و فرصة متواصلة في الزمن لمعانقة الحياة، و التغني بها، و العيش بأقدارها و في ظل أقدارها،  ما شاء الله له العيش..
من هنا جاءت قصيدتي التالية، و التي أهديها إلى المبدع فؤاد اليزيد السني

أميرة الأميرات
تنامين أميرتي وقلبي معك
أسمع نبضاته مشتعلة
آتية من آخر الليل
تتعقب عري قدميك الجميلتين
و تسبح بارتخاء في نهر الشهوة
الهائج من فوق
*     *    *
 فيما تفكرين أميرتي
و عقلي أسير لديك
و روحي منك و إليك
و تاريخ ذاكرتي لك
*     *    *
بما تحلمين أميرتي
و أنا ملك أمرك
أشهد أنك حبيبتي
و زهرتي الحمراء
التي تعطر حديقتي
و تنير مهجتي
و تعيد لحطب جسدي
 بهاء الاشتعال
*     *    *
كيف أصبحت أميرتي
هذا الصباح
و خيوطه الضريرة
تتسلل علنا إلى سريرك
تنزع عنه دون حياء
حصتها من الوهج
*     *    *
كيف عدت أميرتي
من سفرك الطويل
 حزينة كالموسيقى
و مدينتي تعزف بأصابعك
و ترقص بأنفاسك طربا
و تكشف لك بحنين
عن درب طفولتي
و عن خربشاتي التائهة
فوق دفاتري القديمة
و بقايا من فخاخ عصافيري
المنسية على سطح داري
و عن ملابسي الممزقة
بأظافر الوحل
المبللة بمدامع المطر
*     *    *
كيف غفرت لي أميرتي
صحيفة أوزاري
كيف ملأت صدري
بريقك القادم
 من شرق الأحزان
و غمرت فحولتي
كرما من كل الألوان
و جئتني كشمس الصباح
تحفرين جسدي على مهل
و ترسلين من ورائي
رياح الزفير
و برق الآهات
و رعد السموات و البوح
و اللمس و الهمس
و انصهار الشفاه في الشفاه
و التصاق الساق بالساق
*     *    *
كيف أصبحت يا أميرة الأميرات
و زهرة الوجدان
يا نور المكان و أيقونة الأزمان
بداية لتاريخي
و تاريخا لمدينتي
و تاريخا لعاشقيها الأبرار
كيف أصبحت يا أميرتي
.. مدينتي
*     *    *
تسألين أميرتي ماذا سأهدي لك
في عيد ميلادك العشرين
عقلي أسير لديك
و روحي بين  يديك
و الشمس من قبل
 وضعتها لك في طبق
كما القمر على كتفيك
دار و انطلق
و لم يتبق لي يا أميرتي
غير هذا العمر
أضيفه إلى عمرك يا حبيبتي
كي أزداد عمرا
أهديكه في عيد ميلادك
الواحد و العشرين



 
  يونس إمغران (المغرب) (2009-11-17)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

مساحة للنقاش
الحنين إلى الوطن / المدينة
في الشعر والنثر-يونس إمغران (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia